Slide Ads

مصر اليوم

Monday, June 20, 2011

صراع التحقيق ضد التصديق

  1. صراع التحقيق ضد التصديق
    ********************
    الجزء الأول :
    ــــــــــــــــــــــــ
    التصديق والتحقيق هما آليات إنتقال المعلومة بين الناس .

    ولكنهما في صراع أبدي ما دام هناك معلومة تريد الإنتقال

    * ولكن هل تحتاج المعلومة إلي وسيلة لكي تنتقل من شخص إلى آخر ؟!

    * الجواب : بالطبع نعم .

    القوانين الكونية التي نعيش في مجالها علمتنا ....
    أنه لا يتحرك ساكن إلا بوجود قوة دفع وإنتقال .

    * المعلومة عند صاحبها هي شيئ ساكن ، ولو أراد تحريكها من عقله إلى عقل فرد آخر ، فلابد له من إستخدام آلية ووسيلة لتنفيذ ذلك . لتصل وتستقر في عقل إنسان آخر .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    * أولا آلية التصديق :
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يستخدم هذه الآلية الأشخاص الذين لا يملكون وسائل البرهان على صحة معلوماتهم ، و لا يعتمدون أسلوب الحوار والمناقشة في طريقتهم وقناعاتهم .

    * لابد لمستخدي هذا الإسلوب ( التصديق ) أن يربوا أجيالهم عليه منذ الصغر ، وعندهم من الأدبيات والطرق ما يساعدهم على ترسيخ هذا الإسلوب في وعي وإدراك المستمعين .

    مثال ذلك : لكي يضمن المتكلم تصديق المستمع دون طرح الأسئلة المنطقية والمراجعة ، يصنع لنفسه هالة تقديسية في روع المستمع ، هذه الهالة مكونة من ( كبر السن ، غزارة العلم ، رجاحة العقل ، علو المقام ، ...... إلخ ) .
    بهذه الهالة المقدسة يستطيع أن يتجنب المراجعة والأسئلة المنطقية .
    هذا الإسلوب لا يسمح للمستمعين والمتعلمين إلا بالأسئلة التوضيحية والإستفسارية فقط لا غير .

    فيتكون وعي المستمع وعقله على مر السنين على التلقين والحفظ والتكرار ، والفرح بما قاله المعلم ، وإعتباره العلم المطلق والإنشغال بمديح المعلم والتنافس على منح المعلم فروض الطاعة والتبجيل والولاء المطلق .

    هكذا تدور الفاعليات في هذا النسق من المجتمعات .

    فكانت العواقب مدمرة :
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أولا : فقد المعلمون القدرة على إستخدام عقولهم لعدم تعرضهم للأسئلة والمراجعات .

    مثل المدرس الذي ظل عمره يشرح لطلاب صامتون .

    ثانيا : وقف نمو علمهم وفقده المرونة وتخشب وتكلس آلياته ولم تعد قادرة على مواكبة تقدم العلوم والحضارات الأخري . وخرجت من التاريخ الإنساني ، وحصرت نفسها في تكرار الماضي وتلقينه وتحفيظه للأجيال . والترهيب من الخروج عليه . والتطلع لغيره .
    ثالثا : إصابة المجتمع بالعقم والتكلس وعدم المقدرة على التفكير في القضايا المتجددة بإستمرار ، فيلجأ للحضارات الأخرى ليستمد منهم شتى العلوم بل وأسباب الحياة ( الطعام والدواء ).

    وكذلك عندهم من آليات الردع والترهيب ، لمن يحاول السؤال للتحقيق ، من محاربة عقل الإنسان وإحتقاره ، وربط العقل بالهوى الباطل وبالشهوة وحب الإنفلات والإنحلال الخلقي والهروب من الواجبات المقدسة . وقمع وتخوين المبدعين والمتطلعين للتجديد والتطوير .

    و يعتمد هذا الإسلوب الحديث الخطابي ذو الإتجاه الواحد لتدفق المعلومات داخل المجتمع .

    ** نوعية المجتمعات التي تتعايش بهذا النوع من التفاعل ( التصديق )
    بشكل عام هي ....
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * مجتمعات الجمع والصيد .
    * المجتمعات البدوية ، القبائلية .
    * مجتمعات الزراعة البدائية . العائلية .
    * مجتمعات اليدوية والحرفية البدائية .

    ** أما النظام السياسي المناسب لهذه المجتمعات هو :
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * النظم المبنية على الحق الإلاهي للملك .
    * النظام الملكي الوراثي القديم الغير دستوري .
    * النظام القبائلي ، حيث تتناحر القبائل ، لإستيلاء القبيلة الأقوى على الحكم .
    * نظام حكم العائلات والأسر المتتالية والمنبثقة من نفس النسب . والأمثلة علي ذلك في تاريخ العصور القديمة ، والقرون الوسطى .
    * النظم الجمهورية الدكتاتورية والمركزية الشمولية ...ونرى هذا في العصر الحديث .


    ***********************************************
    **************************

    صراع التصديق ضد التحقيق
    ********************
    الجزء الثاني :
    ــــــــــــــــــــــــ

    * ثانيا التحقيق :
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    * يلقي هذا النمط المسئولية على المستمع ويحفزه على التفكير وإلقاء الأسئلة المنطقية وطلب الأدلة الموضوعية من قائل المعلومة .
    * ويتبلور شكل آخر للحوار يسمى الحوار العلمي .
    يلزم هذا النوع من الحوار والمناقشة جميع الأطراف بالعلم و الموضوعية و النسبية وتقبل إحتمال الخطأ ، والعمل على إختبار المعلومة دائما وأبدا ، وتنقبح المعلومات مع زيادة طرق الإختبار المتجددة .

    * يتربى الأجيال في هذا النمط على الثقة بالعقل ونمو القدرة على الإبداع وتحمل النقد والتجرد العلمي للبحث عن الحقيقة أينما كانت تمتلك البرهان على إثبات نفسها .

    * يسمح هذا الأسلوب بنمو وإزدهار المعلومة الصحيحة وإندثار المعلومة الخطأ ، مكونا بذلك جو متجدد وتوليد مستمر لأنواع متطورة من العلوم .

    * يشترك المعلمون والمستمعين في منظومة من الجدل والحوار البناء يدفع المجتمع في إتجاه الأفضل دوما .

    * أثناء الحوار الحر والمتنوع والمتعدد الأطراف والخبرات تتلاقح الأفكار وتتولد من بين أحشائها أفكار جديدة يعمل المتحاورون على رعايتها وتغذيتها بعصفهم الفكري .
    * تكبر وتنمو هذه الأفكار الوليدة وتنطلق محققتا نفسها ومجسدة لأحلام مجتمعها .

    ** أما عن نوعية المجتمعات المناسب لها هذا النظام :
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    * مجتمعات ثورة العلوم ( الثورة الصناعية ) والزراعة الحديثة .

    * مجتمعات الحداثة وثورة الإتصالات والمعلومات والمعرفة .

    تسمى هذه المجتمعات نفسها مجتمعات الحرية والديمقراطية .

    *********************************************
    ***************************
    ***************

    هذه المشاركة تهدف إلى فتح آفاق جديدة للحوار المجتمعي
    والبدأ في تغيير نمط تلقي المعلومة عند الأجيال .
    مطالبا خبراء التنمية البشرية بالإنطلاق في خدمة مجتمعهم .

    ********************************************
    *****************************